و
عندما يقال: الأشعرية فالمقصود بهم الفرقة الكلامية، وطائفة المتكلمين الذين أصلوا هذا المنهج وقرروه وألفوا فيه كتباً كلامية، أما من كان من المحدثين مثلاً، أو من المفسرين، أو من الفقهاء ولكنه نقل عنهم بعض الأمور أو تأثر بهم في بعض المسائل، فإنه لا يمثل حقيقة المذهب، كما أنه
يوجد من الفقهاء أو من الأصوليين، من لا يمثل منهج أهل السنة والجماعة ، وإنما يحبهم في الجملة ويوافقهم في الجملة، لكن
إذا أردنا أن نأخذ حقيقة عقيدة أهل السنة والجماعة وما كان عليه السلف الصالح فلا نأخذه من هذا، وإنما نأخذه ممن يمثل هذا المنهج ويأخذ بهذا المذهب كاملاً.فهذه الحقيقة يجب أن تتضح، ويتبين بها أن هؤلاء
الأشعرية ليسوا من
أهل السنة والجماعة ، بل هم مخالفون لهم في أصول اعتقادية كثيرة، ويكفي أن تعلموا أن
الخوارج لم يخالفوا في الأسماء والصفات، وإنما خالفوا في أصل واحد وهو ما يتعلق بالإيمان، أي: بالحكم على مرتكب الكبيرة، ومع هذا الذي خالفت فيه
الخوارج هل يصح أن يكون
الخوارج من
أهل السنة والجماعة ؟ الجواب: لا. إذاً: فكيف بالذي خالف في الإيمان -كـ
الأشاعرة - وفي الصفات، وخالف في القدر، وغير ذلك؟ هؤلاء المخالفون في أصول كثيرة من أصول
أهل السنة والجماعة ليسوا من
أهل السنة والجماعة ولا يستقر ويستقيم في العقل السليم اعتبارهم منهم. إذاً: لما التبس الأمر وعمت الفتن، واستشرت البدع، وسيطرت على أكثر أنحاء العالم الإسلامي، وأصبح الناس بين رافضي أو باطني كدول العبيديين والقرامطة وأشباههم، وبين من يعظم السنة أو شيئاً منها ويحب الحديث والعلماء الأولين، وهو ينتسب إلى
الأشعرية فظن الناس أن هؤلاء هم
أهل السنة ، على ما فيهم من بدع، ومن واقع التاريخ أثر على ذلك غربة
أهل السنة في بعض العصور -كما حدث في القرن الرابع والخامس الهجريين- حيث قلوا وضعفوا وادعى
الأشاعرة أنهم هم
أهل السنة والجماعة، وصدق البعض دعواهم في ذلك، وليست الأمور بالدعاوى، وإنما هي بالحقائق والبراهين والإثبات، كما سنوضح إن شاء الله تعالى.